الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

علم المنطق


علم المنطق 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .... ما هو حكم تعلم المنطق ؟ 
وهل له فائدة غير الرد على أربابه ؟ 
, و ما هي الأحوال التي يجوز فيها اخذ العلم عن أهل البدع ؟ و في هذه الحال ما هي الأمور التي ينبغي اتخاذها لعدم التأثر بصاحب البدعة ؟ و جزاكم الله خيرا

أخي الكريم 

يكفيك ما قاله بعض علماء السنة 

( من تمنطق فقد تزندق ) 

أضف إلى أنه علم كلام ولا خير فيه ، ولم يرد عن السلف الصالح تعلمهم لهذا العلم أو تأثرهم به ، أو تأليفهم فيه .. ولا تنس أن هو أصل دخول ضعف الدين في الإسلام خاصة في مسألة خلق القرآن التي كانوا يتفلسفون فيها عند الإمام أحمد - يزعمون أنهم يحتجون - فكان يقول : لا أدري ما تقولون !

فلو كان خيراً لسبقونا إليه 

رعاك الله
__________________
قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ :
" وَأَمَّا الرَّافِضِيُّ فَلا يُعَاشِرُ أَحَداً إِلا اسْتَعْمَلَ مَعَهُ النِّفَاقَ .. " .ا.هـ.
" مِنْهَاجِ السُّنَّةِ " (3/260) :
لكن طالب العلم إذا تعلمه بقصد فهم شبهات أهل البدع والتمكن من الرد عليهم ، وبقصد فهم ما يرد من مصطلحاته وتقسيماته في كتب الأصول وغيرها ، فلا بأس كما فعل شيخ الإسلام فقد برع في المنطق واستعمله في الرد على أهل البدع ، وانظر كتابه الرد على المنطقيين تعلم أنه كان إماما في المنطق .
مع العلم بأن كتب المنطق التي كتبها الإسلاميون وهي التي يسأل أخونا عن دراستها قد انتقوا فيها ما يفيد ، واجتبوا ما في منطق اليونان من وثنية وإلحاد ، فحكم دراستها أخف مما كان السلف يحذرون منه ، فالذي كانوا يحذرون منه هو المنطق اليوناني الداعي إلى الشرك والإلحاد ، لكن على كل حال لا يسمح بتعلم المنطق إلا لمن رسخ قدمه في السنة ، وأتقن فهم عقيدة السلف ، واستقرت في قلبه ، ولا ننصح مع ذلك بالتوسع فيه بل دراسة متن مختصر كالسلم المنورق وأحد شروحه كافية للغاية ، والله أعلم .
فأنه يقال في المنطق ما قيل في الفلسفة

يقول العلامة الشنقيطي رحمه الله في : [ آداب البحث والمناظرة ] : ( ومن المعلوم أن فن المنطق منذ 
ترجم من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية أيام المأمون : كانت جميع المؤلفات توجد فيها عبارات 
واصطلاحات منطقية لا يفهمها إلا من له إلمام به . ولا يفهم الرد على المنطقيين في ما جاءوا به من 
الباطل إلا من له إلمام بفن المنطق )

وقال أيضا

( واعلم أن نفس القياس المنطقي في حَدّ ذاته : صحيح النتائج ؛ إن رُكّبتْ مقدماته على الوجه الصحيح صورة 
ومادة مع شروط إنتاجه. فهو قطعي الصحة ، وإنما يَعْتريه الخلل من جهة الناظر فيه فيغلط …ومن أجل غلطه 
في ذلك تخرج النتيجة مخالفة للوحي الصحيح لغلط المستدل . ولو كان استعماله للقياس المنطقي على 
الوجه الصحيح لكانت نتيجته مطابقة للوحي بلا شك ؛ لأن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح ) 


ومن أهم فوائده ما ذكره صاحب السلم في قوله

وَبَعْدُ فَالمَنْطِقُ لِلْجَنَانِ نِسْبَتُهُ كالنَّحْوِ لِلِّسَانِ

فَيَعْصِمُ الأَفْكارَ عَن غيّ الخَطا وعن دقيق الفهم يكشف الغِطا


وقد قسم شيخ الإسلام _ على ما أذكر _ المنطق إلى ثلاثة أقسام

إلهيات وطبيعيات ورياضيات

فبعضها شرها أكثر من خيره والآخر بالعكس

و قد قال ابن القيم 

( شر لا بد منه )

وشيخ الإسلام _ رحمه الله _ لو لم يتعلمه لما استطاع أن ينقض أصولهم

الباطلة فيه 

ولشيخ سليمان أبو عبدالوهاب _ حفظه الله _ مقالة رائعة

عنوانها 

( تعلم المنطق في الحرمين الشريفين ) 

تحدث فيها عن اهتمام العلماء _ إلى وقت قريب _ بهذا العلم في الجزيرة

1- لايوجد منطق مخلوط بالفلسفه اليونانيه بل هو أياها . فلا يوجد منطق يوناني واخر اسلامي بل المنطق واحد لم يتبدل ولا يمكن ان يتبدل .

2- المنطق مركب واحد عاصم للعقل عن الزلل كما يقولون , مباحثه معدودة لم يزد فيها العلماء المنتسبين الى الاسلام قيد انمله الا الترجمه واحيانا يسيرة الكلام والتفصيل .

3- نعم الغزالي رحمه الله قال في اول المستصفى ان من لايعرف المنطق لايثق بعلمه ...انما عنى به المنطق اليوناني منطق ارسطوا وما عهدنا ولا عهد العالم غيره الا في العصور المتأخره اذ بان ظهور كسر المنطق الارسطي وظهور الفلسفة التحليلية وانقاسم المدرسة الكلاسيكية الى اقسام .

4- قولكم ان شيخ الاسلام قد قسمه الى ثلاثة اقسام أقول بارك الله فيكم ونفع بكم المنطق مركب واحد ليس فيه اقسام وانما كان كلام شيخ الاسلام منصبا على الفلسفه وهي اعم من المنطق واطم .

5- فيما يتعلق بالمنطق فهو علم يقصد به ضبط التفكير وتقرير منهج عقلي للتفكير والنظر والبحث واستخراج النتائج .
وهو في اكثره مما يعلمه الناس بالفطر كما ذكر ذلك شيخ الاسلام كقولهم مثلا:
القضيه الموجبه الكلية تنقضها جزئية سالبه هذا معلوم عند الناس حتى الامي منهم .

وكذلك العكس فالكلية السالبه تنقضها جزيئة موجبه ..الخ .

وكذلك قولهم في القياس المنطقي...وهو حق . هو اقوى من القياس الفقهي من جهة التركيب غير ان القياس الفقهي اقوى من حيث النتيجة وهذا اعتراض على كلام شيخ الاسلام حيث نزع الى تقديم القياس الفقهي رادا على ابن حزم رحمه الله لكن يقع الخلط دائما في ضبط مقدمتي القياس المنطقى ...

وقول شيخ الاسلام في ان من القياس ما يحتاج الى مقدمة واحده غير مسلم فأن المقدمه الثانيه ذهنيه ولايعنى هذا عدم وجودها وكذلك كلامه في الثلاث مقدمات ...

وللعلم اخي فأنهم قالوا ان اول من ادخل علم المنطق الى اصول الفقه هو الغزالي وانا اجد ان ابن حزم قد سبقه بتقريره للقياس الارسطي وقوله انه اصح من الفقهي ...وقد ذكر ذلك احد الاخوة في بحث في مجلة الحكمه قديم نسيت اسم الباحث جزاه الله خيرا .

وللتنبيه فقد اتاني بعض الاخوة قديما ببحث تعقب فيه ابن حزم في المسائل التى استخدم فيها القياس وهو كما هو معلوم ينكره ..وقد اخطأ الاخ لان ابن حزم كما في الامثله التى ذكرها قد عمل بالقياس المنطقى المركب من مقدمتين ولم يعمل بالقياس الفقهي بل انكره لان القياس المنطقى يفيد العلم عنده خلاف الفقهي ولشيخ الاسلام رد مطول في الفتاوى عليه .

وفيما يتعلق بالمنطق من حيث التعلم فأنه لايلزم حتى في الرد عليهم ! 
وسبب ذلك ان اصل العقل واستخدامه يختلف بين اتباع السلف وبين المتكلمه راجع الرابط في الرد السابق .

وانما فيه بعض الاشياء النافعه كما ذكرت في المقالة مثل ضوابط الاستقراء الناقص ومناهج النظر والمباحثه وتقرير البرهان .

وفيما يتعلق بالبرهان فأن اجود من تكلم فيه على اختصار شديد هو صاحب معاقد الفصول وقواعد الاصول المختصر لاصول لاصول الفقه لصاحبه صفى الدين عبد المؤمن و هذا المختصر في الحقيقة من احب كتب الاصول الي وانا معجب فيه غاية الاعجاب اذ ان تحرير عبارته غايه في الدقة...وهو من اجود المختصرات في الاصول وفي اخر باب منه تكلم على البرهان واستفاد جله من علم المنطق

هناك خلط بين الفلسفة والمنطق وعلم الكلام فلينتبه لهذا ....

فالفلسفه معلومة وتحتاج الى مواضيع وللعل الله ييسير ذلك ..أما علم الكلام فهو مزيج علوم فلسفيه في الالهيات والنظر مع علوم شرعيه فأن الحكماء المتعلقين بالفلسفه قد وجدوا ما يصادم الشريعه فزعموا التوفيق بينهم فنشأ هذا المزيج الغريب أو طائفة الحكماء او فلاسفة الاسلام كبن رشد وابن سيناء والفارابي وغيرهم ....وارادو النظر الشرعي بالالة الفلسفيه الحادة فأثمرت كفرا مبطنا ...مثل كلامهم في العلة الفاعله ومحاولتهم للتقريب بين الشريعه والكفر ...هذا من جهة الفلسفة . ولهم محاسن في الطبيعيات فتن بها الناس ولم يفرقوا ولعله يأتي .

أما المنطق فلم يتم فيه تبديل حرف فأن منطق ارسطوا المبثوث في كتبه الموجودة الان كالارجانون وغيرها هو عين ما تكلم فيه علماء الاسلام كالغزالي وغيره .....ومنهم ابن حزم رحمه الله في كتابه التقريب ....

خرج عندنا علم الكلام وهو النظر في الالهيات على طريقة الفلاسفه لكن بطريقة مهجنه واستخدموا فيها المقدمات الكلاميه لتقرير العقائد وطالع كتب الاشعري القديمه ورسالته في الذب عن علم الكلام ...

المنطق ليس له كبير ارتباط في تقرير مسائل الاعتقاد .....المنطق اخي تقدير للمحسوسات وترتيبها في الذهن فقط ...وهو امر فطري ....

فأن الجميع يعلم ان الجزء اصغر من الكل ولايلزمه تعلم المنطق لاجل ذلك ...فيه نفع في بعض اجزاءه ....كتقرير البراهين والاستقراءات ومباحث المناظرة وأنظر مقدمة الاحكام لابن حزم فأنه قرر شئيا من هذا واعلم اخي أن اهل المنطق من الملسمين واهل الكلام انما هم عالة ....على فلاسفة اليونان رضى من رضى وابى من ابى ودليل هذا مقرر وجليا عندي في كل المباحث المنطقيه تجدها مأخوذه بالكامل من العلوم اليونانيه .

والمنطق لايحتاج الى تبديل اصلا ولا الى( أسلمه ) ان صح التعبير فهو تقديرات عقليه تصدق على جميع العلوم من حيث هي دون النظر في معانيها هل هي اسلاميه او طبيعيه ....بل أو حتى معيشيه ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق